موازاة مع تعيين مكلفين بالإعلام على مستوى الهيئة الكروية
الفاف مطالبة بالتخلص من التعتيم الإعلامي للحفاظ على سمعة ''الخضر'' عالميا
مازالت الطريقة التي تتعامل بها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ومعها المنتخب الوطني، مع وسائل العلام، خاصة المكتوبة منها، تثير الكثير من الجدل بسبب انعدام قنوات اتصال حقيقية بين مختلف الأطراف، قصد منح المعلومة في أفضل الظروف ونشرها بموضوعية ونزاهة للرأي العام. ولم ترق طريقة تعامل الفاف مع الصحافة إلى المستوى المأمول، ولو أن الهيئة الكروية قد قامت مؤخرا بتعيين مكلف بالعلاقات بينها وبين الصحافة، فضلا عن تعيين مسؤول إعلامي خاص للمنتخب في مونديال .2010
سياسة التعتيم الإعلامي التي تمارسها الفاف منذ فترة سواء فيما تعلق بمباريات ''الخضر'' وتربصاتهم، ازدادت حدتها مع تحسن نتائج المنتخب وبلوغه نهائيات كأس العالم، بعد غيابه عن الساحة الكروية العالمية لمدة 24 سنة، وكان من المفترض أن تتعامل الفاف باحترافية وبتعقل مع هذا الوضع الجديد الذي لم تشهده الكرة الجزائرية منذ زمن طويل، لأن منتخبنا المونديالي اكتسب سمعة طيبة واهتماما عالميا بالغا، كان يجب على الفاف الحفاظ عليه، لكنها وبالعكس من كل هذا قامت بتعقيد الوضع أكثـر، عندما بلغ الحظر الذي تمارسه الفاف ومسؤولو المنتخب الوطني على الإعلاميين ذروته في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وهو ما خلف موجة احتجاج واسعة ذاع صيتها وتعدى حدود أنغولا، عندما قابل الصحفيون الجزائريون الحظر الإعلامي بإدارة ظهورهم لأعضاء بعثة المنتخب الوطني، وتناولت العديد من وسائل الإعلام الدولية هذه ''الفضيحة'' باهتمام بالغ، ما أدى إلى تدخل وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار لتلطيف الأجواء بين مسؤولي الفاف والمنتخب الوطني مع الصحفيين.
تربصات ''الخضر'' ومبارياتهم قطعة من العذاب
وما حدث في أنغولا لا يعدو أن يكون سوى قطرة في بحر، فالصحافة تعاني الأمرّين للقيام بعملها بشكل جيد وفي أفضل الظروف، فكل مباريات المنتخب هنا بالجزائر تنتهي بفضيحة، من خلال منع الصحفيين و''تعذيبهم'' بكل الوسائل من أداء مهامهم بالوصول إلى غرف الملابس لأخذ انطباعات اللاعبين والمدرب، ولم تكلف الفاف نفسها إقامة ندوات صحفية بعد المباريات، حتى إنها أضحت لا تقوم بذلك إلا نادرا قبل المواعيد الرسمية، رغم حاجة الصحفيين للحصول بصفة مستمرة على المعلومة.
ووقفت ''الخبر'' مثلا طيلة أيام التربص الذي أجراه ''الخضر'' بجنوب فرنسا ما بين 26 ديسمبر و07 جانفي الماضي، على العديد من الأمور السلبية تجاه الصحفيين رغم قلتهم، حيث شهد التربص منع البعثة الصحفية الجزائرية من تغطية نشاطات المنتخب، والأدهى من كل هذا أن هيئة ''روراوة'' قامت بمحاباة الإعلام الأجنبي والفرنسي بصفة، حيث فتحت له الأبواب على مصراعيها وسهلت كثيرا من مهامه، بعكس الصحفيين الجزائريين الذين عانوا الويلات للحصول على المعلومة وإيصالها للقراء ولمحبي المنتخب الوطني. وفي هذا الصدد يقول مصطفى واعيل رئيس تحرير يومية ''ماراكانا'' الرياضية ''هناك العديد من النقائص التي تشوب تعامل الفاف مع الصحافة، فهذه الهيئة دأبت على تهميش الصحفيين والتمييز بينهم، وفرضت الحظر عليهم، والمؤسف أن الفاف دائما ما تفضل الصحافة الأجنبية وتفتح لها ذراعيها في أي وقت تريد قصد الحصول على المعلومات التي تريدها''، مضيفا ''على سبيل المثال، أعلنت الفاف عن قيام المدرب بعقد ندوة صحفية في يوم محدد، لكننا فوجئنا في ذلك اليوم بنشر حوار من صفحتين للمدرب على صفحات إحدى الجرائد، وهذا أمر غير معقول تماما''، وتابع محدثنا يقول ''لقد قامت الفاف مؤخرا بتعيين مكلفين بالإعلام قصد التواصل مع الصحفيين، وأتمنى أن يكون هذا مؤشرا إيجابيا جيدا لرفع الحظر المفروض علينا كصحفيين''، وختم الصحفي يقول ''رغم أن الفاف سجلت تقدما ملحوظا على مستويات عديدة، إلا أنها بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب فيما يخص الاتصال مع الصحافة''.