قد يكون ورث حراسة المرمى من لقب والدته سرباح
2010.03.30
فوزي شاوشي ابن رشيد وحورية سرباح ويقترن لقب والدته بالحارس الأسطوري لمنتخبنا الوطني مهدي سرباح بطل ملحمة خيخون ذات 16 جوان 1982، وفي ذلك الوقت لم يكن فوزي قد ولد أصلا، لكنه بعد 27 سنة كاملة وبالضبط يوم 18 نوفمبر 2009
كتب شهادة ميلاده الدولية في أم درمان حيث أذهل الفراعنة قبل بقية العالم بمستواه الراقي وارتمائه البارع الذي يبعث الطمأنينة في كل القلوب التي تتنفس بالأخضر.
من هو فوزي...؟
لم يكن يوم 5 ديسمبر 1984 عاديا على المنتخب الوطني الحالي، لأنه شهد في مقاطعة ديسين - شاربو بضواحي ليون الفرنسية ولادة عبد القادر غزال، وفي القبائل الجزائرية وبالضبط ببرج منايل ولد فوزي شاوشي الذي هو موضوع حديثنا اليوم، ففي الحي الشعبي 20 أوت 1956 بشارع بوصبع تعلم الطفل فوزي أبجديات الكرة قبل أن يقرر أن يرسم تعلقه بالكرة التي فضلها على الدراسة بالانضمام لفريق مدينته جيل برج منايل، وأظهر من البداية إمكانيات خارقة للعادة جعلت كل برج منايل تتوقع له مستقبلا ورديا في عالم الكرة.
بداية مغرية...
خلال فترة الثمانينات كان لجيل برج منايل صوت مسموع، فالأندية مهما كان حجمها من الصعب عليها الصمود أمام فريق السكاكين بملعب صالح تاكجراد، لكن الجيل اكتفى بلعب الأدوار الثانوية ولم يتمكن من الظفر بالألقاب على مستوى فريق الأكابر. لكن شاوشي عرف ببراعته كيف يهدي لقبا لمدينته في صنف الأصاغر عام 1990. وعندما صعد لصنف الأكابر ساهم في تخليصه من جحيم الجهوي والصعود لما بين الرابطات بعد موسم مميز. فمن 32 مباراة كاملة لم يتلق سوى 7 أهداف وهو ما جعله يخطف الأضواء ليخطفه حناشي إلى شبيبة القبائل ومعها فتح صفحة جديدة كلها تألقات، ما فتح له أبواب المنتخب الوطني.
هدية من السماء
التحق شاوشي بالمنتخب الوطني عام 2008 وطبعا كانت بدايته بملازمة كرسي الاحتياط، قبل أن تصله هدية من السماء حيث شارك في أكبر مباراة جزائرية حظيت باهتمام غير مسبوق ضد المنتخب المصري في مباراة السد للتأهل للمونديال. ولم يضيع فوزي الفرصة بل ترك بصماته، ما جعل كل الصحف العالمية تجمع على أنه بطل المباراة ومؤهل الجزائر بعد ربع قرن من الغياب عن النخبة العالمية.
ماذا بعد أم درمان...؟
إذا كان غياب ڤاواوي الذي لعب كل مواجهات التصفيات الأخيرة ماعدا المباراة الفاصلة بسبب العقوبة، فقد اضطر للغياب عن نهائيات الكان بسبب الزائدة الدودية، ما أعطى فرصة جديدة للحارس شاوشي ليكون أساسيا، لكنه سجل انطلاقة خاطئة ضد مالاوي ثم استعاد مستواه تدريجيا قبل أن يتعرض لإصابة على مستوى الظهر، لكنه تحداها ولعب بشجاعة منقطعة النظير وتحدى الفيلة وقهر دروغبا، لكنه أمام الفراعنة لم يتمكن من التحكم في أعصابه أمام الحكم ”الجزار” كوفي كوجيا وهو ما كاد يعصف بمشواره الدولي.
من بلا خطيئة...؟
كل إنسان معرض للخطأ والأهم هو أن لا يتمادى في تكرار نفس الغلطة. والحديث عن أخطاء اللاعبين لا ينتهي، فبلومي إلى اليوم ما يزال يتحسر على تجاهله للعروض الأوروبية التي كانت تتهاطل عليه، ڤندوز إلى اليوم لم ينس كيف لم يحسن وضع ضربة الجزاء التي نفذها ضد الكاميرون بين الخشبات وأرسلها للمدرجات، وماجر ندم على عدم استجابته لنداء الوطن في الكان 1988 وبعدها أعلن استعداده للعودة وعاد عاديا ومنحنا تتويجا بكان 1990 والأمثلة كثيرة ويصعب حصرها.
أسرار العودة القوية لشاوشي
كل فريق مهما كانت قوته يمر بفترة استرخاء، وهو ما حدث مؤخرا لنسور الهضاب التي لم تتمكن من استرجاع أنفاسها بعد رحلتها الشاقة إلى الكاميرون، حيث فازت في دوالا وعجزت عن تخطي حاجز جارتها بابية العلمة التي فرضت التعادل، ولولا براعة شاوشي لأطاحت بكبرياء الوفاق. وفي مواجهة أول أمس بملعب 20 أوت ساهم شاوشي مرة أخرى في فوز فريقه على السياربي، وهو يحلم بمواصلة تألقه ليفوز بلقب البطولة للمرة الثانية بعد أن كانت باكورة ألقابه الوطنية مع الجياسكا عام 2008.
يا سعدان... إنه صمام الأمان
ما يزال الناخب الوطني سعدان وعيونه المنتشرة في شتى الملاعب الأوروبية يبحث عن العصافير النادرة التي من شأنها منح دفع إيجابي للمنتخب، والحقيقة التي يتفق عليها الجميع هي أن منصب حراسة المرمى يجب أن يخرج على الأقل من الحسابات الحالية لامتلاكنا لعملاق كشاوشي القادر على اللعب 10 سنوات أخرى على الأقل، وعليه فالبحث عن حارس آخر يلعب في أوروبا أو غيرها هو مضيعة للوقت ليس إلا.
أمنية شاوشي المجنونة
وضع شاوشي أول مشاركة له في نهائيات كأس إفريقيا في طي النسيان ويتطلع لتسجيل مشاركة مشرفة بالمونديال تمنح له فرص الانتقال إلى أوروبا.
ولأن شاوشي ذو مزاج خاص فهو يحلم بتسجيل هدف في كأس العالم، وطبعا لن يكون ذلك إلا في حالة حصول منتخبنا على ضربة جزاء لينفذها كما فعل ذات 9 ماي 2008 مع شبيبة القبائل حين منحها الفوز على حساب القطن الكاميروني لحساب الدور 16 لدوري أبطال إفريقيا... فهل ستتحقق أمنيته أم أن سعدان له رأي آخر...؟.