تصفيات كأسي العالم وإفريقيا: تأشيرة التأهل للمونديال تحسم في 90 دقيقة
سيكون عشاق الكرة المستديرة في القارة السمراء على موعد مع المرحلة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا، حيث ستشهد مختلف الملاعب مواجهات مصيرية، وقد تعصف بحظوظ بعض المنتخبات القوية على منوال نيجيريا، مصر، واستنادا لبرنامج اللقاءات فإن هذه الجولة ستسمح ربما بمعرفة المنتخبات التي سيكون لها شرف تمثيل القارة السمراء في تظاهرة كأس العالم بجنوب إفريقيا.
وكالعادة سنحاول تسليط الأضواء على مجموعة منتخبنا الوطني التي سيميزها لقاءان مثيران سيجري الأول بملعب البليدة عندما يستقبل رفاق زياني منتخب رواندا الذي يحتل ذيل ترتيب المجموعة، واللقاء الثاني سيكون مسرحا له ملعب كانكولا بزامبيا عندما ينتقل منتخب مصر إلى هناك لملاقاة أشبال المدرب رونار.
واستنادا إلى النتيجتين اللتين ستنتهي عليهما المواجهتان، تتحدد نسبة كبيرة ملامح المنتخب الذي سيتأهل إلى جنوب إفريقيا، فيما قد يستمر السوسبانس إلى غاية الجولة الأخيرة إذا حدثت أشياء لم تكن في الحسبان كفوز مصر مثلا وتعثر الجزائر أو فوزها بأقل نتيجة، مما يؤدي منطقيا إلى تأجيل حسم ورقة كأس العالم إلى غاية 14 نوفمبر القادم بمناسبة إجراء الجولة الأخيرة من التصفيات بالقاهرة في لقاء حاسم بين الإخوة المصريين والجزائريين.
وحتى لا نستبق الأحداث سنحاول التركيز على مباراتي يومي السبت والأحد، نظرا لأهميتهما الكبيرة في تحديد معالم مجموعة سيطرت عليها الجزائر منذ البداية، وهي الآن متواجدة في أحسن رواق لمواصلة المسيرة الجيدة نحو اقتطاع تأشيرة ثالثة للكرة الجزائرية في منافسة كأس العالم.
*** الجزائر بأرمادة من المحترفين
يبدو أن تجربة الاعتماد على المحترفين التي اعتمدها مسؤولو الفاف منذ مجيء المدرب سعدان والرئيس محمد راوراوة أعطت إلى حد الآن أكلها، بالنظر إلى النتائج التي سجلها منتخبنا الوطني وكذا أسلوب اللعب الفعال الذي بات يقدمه فوق الميدان على مدار جل مباريات التصفيات، حيث لعب ممثلونا بكل ثقة خاصة منذ بداية المرحلة الثالثة من التصفيات من خلال حصد أربعة انتصارات وتعادل واحد مما أهلهم لاحتلال الرتبة الأولى عن جدارة واستحقاق، ويضعون أنفسهم في وضعية مواتية لإنهاء المنافسة التصفوية بالشكل الذي بدأوها به.
والمتمعن في القائمة التي سيعتمد عليها المدرب سعدان يجد أن عدد المحترفين فيها بلغ الرقم 15 بعد انضمام حسن يبدة وجمال عبدون، وهو الاختيار الذي لم يعجب بعض رؤساء أنديتنا الذين انتقدوا المدرب رابح سعدان بعد استغنائه عن بعض اللاعبين المحليين، وحتى لا ننقص من إمكانات هؤلاء الذين سيغيبون عن لقاء رواندا، نقول أن مسألة توظيف اللاعبين المحليين أو المحترفين تبقى من اختصاص المدرب الوطني الذي يتحمل مسؤولية وعواقب النتائج السلبية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتدخل أطراف في الشؤون التقنية والتنظيمية والتكتيكية للطاقم الفني والقائمين على المنتخب الوطني، طالما أن الاستغناء عن لاعب أو جلب لاعب جديد يبقى من صلاحيات المسؤول الأول عن العارضة الفنية، كما أن المنطق الكروي في كل بقاع العالم يقول أن الأحسن هو الذي يفوز بمنصب في الفريق، ومعنى هذا أن المدرب الوطني وبالنظر إلى معرفته الجيدة لإمكانات كل لاعب، فقد اتخذ قرار الاستغناء عن المحليين والاستنجاد بمحترفين آخرين لإتمام المشوار خلال الجولتين القادمتين.
ولعل ما يحسب للمدرب رابح سعدان هو أنه وكالعادة لم يكترث لما يقال حول اختياراته للاعبين أو للخطط التكتيكية التي وظفها لحد الآن، غير أن عدم الاعتراف بحنكة وقدرات هذا المدرب في العمل الذي قام به سابقا أو حاليا يعد في نظرنا إجحافا في حق هذا الرجل.
وإذا اعتمدنا على منطق آخر، فإننا لا نخجل من أنفسنا ولا نكون متزمتين ونعترف بأن المنتوج الجزائري الحالي فيما يتعلق باللاعبين بات ضعيفا جدا، وبمعنى آخر لا نملك لاعبين في مستوى محترفينا اليوم اللهم بعض الفرديات التي لا تقدم مردودا متواصلا سواء داخل أنديتها أو مع المنتخب الوطني.
وعودة إلى التحضيرات التي باشرها المنتخب الوطني يوم الإثنين الماضي، فإن أول ملاحظة يمكن إبداؤها هي الروح المعنوية العالية التي يتواجد عليها المنتخب الوطني بلاعبيه وطاقمه الفني ومسؤوليه، فالكل عازم على مباشرة ما تبقى من منافسات بنفس العزيمة والإرادة والطموح الذي طبع خرجات منتخبنا بدءًا بالتعادل الذي سجل برواندا في أول لقاء ومرورا بالفوز الكبير الذي أحرزه ضد مصر (3-1) بملعب البليدة وانتهاء بالفوزين الهامين أمام زامبيا ذهابا وإيابا وهو ما سيجعل هذه الديناميكية محفزا آخر على تسجيل فوز ضروري أمام رواندا يوم الأحد القادم، والتعامل مع اللقاء الأخير أمام مصر، وفق المعطيات والنتيجة التي ستؤول إليها نتيجة زامبيا ومصر يوم السبت.
ويبقى الشيء المهم في هذه الجولة هو أن المنافس العنيد، ونقصد به المنتخب المصري، سيجري لقاءه قبل 24 ساعة تقريبا من لقاء الجزائر، الأمر الذي قد يحدد مصير التأهل إلى المونديال في هذه الجولة.
واستنادا إلى الأرمادة الكبيرة من اللاعبين الذين سيعتمد عليهم سعدان في لقاء رواندا، فإن التساؤلات التي يطرحها اليوم الشارع الكروي عندنا هي من سيكون له شرف اللعب في التشكيلة الأساسية التي سيوظفها المدرب سعدان، هل سيفضل الاعتماد على الوجوه القديمة أم سيفضل إقحام العناصر الجديدة التي التحقت بالمنتخب الوطني في صورة اللاعبين مراد مغني، حسن يبدة وجمال عبدون، في الوقت الذي سيغيب قائد الفريق يزيد منصوري عن المواجهة بداعي العقوبة وكذا اللاعب صايفي الذي تبقى مشاركته غير مؤكدة نظرا للإصابة التي يعاني منها.
ولعلّ الأخبار التي أشارت إلى تعرض عميد الدفاع اللاعب محمد بوڤرة إلى إصابة حالت دون مشاركته في الداربي الأسكتلندي مع فريقه رانجرس ضد سلتيك غلاسكو، قد أدخلت مخاوف في نفوس الجمهور الرياضي، غير أن المعني بالأمر أكد على أنه سيكون جاهزا يوم الثلاثاء، وأنه سيواصل العلاج خلال تربص الخضر.
وبعيدا عن الأجواء التي يعيشها منتخبنا، فإن التصريح الذي أدلى به المدرب رابح سعدان منذ أسابيع حول ضرورة تسجيل عدد كبير من الأهداف ضد رواندا، لتفادي أي مفاجآت خلال اللقاء الأخير بالقاهرة، حيث أكد بأنه لن يحتم على لاعبيه تسجيل أهداف عديدة، لأن ذلك قد يؤثر على مردودهم ويخلق لهم ضغطا، واكتفى بالقول بأن المهم في لقاء رواندا هو حصد ثلاث نقاط ثم نبدأ التفكير في موقعة القاهرة.