يتستر على الوقائع ويحرص على تلميع صورته
سعدان مدعو إلى كشف المستور قبل المونديال
أنعشت الخسارة الثقيلة التي تلقاها المنتخب الجزائري أمام نظيره الصربي، في المقابلة الودية التي جمعت الفريقين مساء يوم الأربعاء بملعب 5 جويلية، ذاكرة الجماهير عندما عاش المدرب رابح سعدان حالة حرجة مماثلة أشهر قليلة قبل قيادته ''الخضر'' إلى مونديال المكسيك عام .1986
المتتبع لتجربة المدرب رابح سعدان مع المنتخب الوطني، خاصة عندما قاده إلى كأس العالم بالمكسيك، يطرح أكثـر من سؤال حول طريقة عمله وأيضا حول الوقائع التي يتستر عليها بدعوى الحفاظ على الروح الجماعية والانضباط وسط التشكيلة، ففي إحدى الجلسات الحميمية معه بمقر ''الخبر''، لم يخف ''الشيخ'' أنه تعرض لضغوط، حين كان يستعد للمشاركة في كأس العالم بالمكسيك، ورفض وقتها الإدلاء بأي تصريح حول طبيعة الضغوط، على حد وصفه، بدعوى أنه كان مقيدا بما يعرف بواجب التحفظ، خاصة وأنه كان إطارا يخضع لوصاية وزارة الشباب والرياضة. ولحد الوقت الحالي يرفض سعدان الاعتراف بالضغوط علنا، وعندما سألته ''الخبر'' عما كان يخشاه في حال أنه أقر وقتها بالضغوط، يرد سعدان بالقول إنه كان مدربا شابا آنذاك، ولم يكن يتمتع بالحماية الكافية.
وقد تمثلت الضغوط، بحسب سعدان، قبل انطلاق مونديال المكسيك، في التدخل في صلاحياته بنحو أفسد الانضباط داخل تشكيلته، في وقت ساد الاعتقاد حينها بأن سعدان لم يكن حرا في اختيار لاعبيه، وما عزز هذا الاحتمال هو نوع شخصية سعدان، وهو النوع الذي يعطي الانطباع بأن صاحبه لا يستطيع أن يكون قائدا لمجموعته.
ولم يكن خفيا على أحد أن سعدان خسر وقتها تقدير محبيه بعد المشاركة ''الهزيلة'' لـ''الخضر'' في كأس العالم بالمكسيك، حيث تحمل كل التبعات، بالموازاة مع تهرب مسؤوليه من تحمل ولو جزء بسيط من مسؤولية الإخفاق، وقد بقي سعدان متسترا على الوقائع التي عاشها رغم مرور 24 عاما عن انتهاء دورة المكسيك.
ويفترض أن سعدان تعلم من درس مونديال المكسيك، لكونه لم يعد شابا، حيث أصبح شيخا، كما أن وسائل الإعلام لم تعد حكرا على الحزب الواحد، في الوقت الراهن، مما يوفر لسعدان منبرا مسؤولا لكشف المستور. ولم يعد واجب التحفظ قيدا على سعدان بالنظر إلى سنه وخدمته الطويلة بصفة إطارا في الوزارة.
ونفس الوضعية يعيشها سعدان، أشهر قليلة قبل انطلاق مونديال جنوب إفريقيا، حيث أصبح محل انتقاد من كل جانب، منذ مشاركة ''الخضر'' في كأس أمم إفريقيا، وبالضبط منذ الخسارة غير المتوقعة 3/0 أمام أضعف منتخب في الدورة، وهو منتخب مالاوي. وإذا بقي المدرب متسترا على الوقائع وربما الضغوط التي يتعرض لها، فإنه لن يلوم إلا نفسه، ووقتها نقول لـ''الشيخ'' إنك لم تفكر إلا في نفسك، وبالضبط في تلميع صورتك، لأنك قررت دفن الحقائق للأبد من خلال حرمانك للجماهير العريضة التي أحبتك من حل شفرة أسرار الفريق قبل فوات الأوا